إن ما حملته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حول جائحة كورونا المستجد من مضامين سامية، عبرت بصدق عما يوليه - أيده الله - من اهتمام وعناية جليلة بأمن وسلامة المواطن والمقيم، وتسخير جميع الإمكانيات والموارد لضمان ذلك. هذا الحرص والاهتمام دلالة واضحة على مدى تلاحم القيادة مع شعبها، وثقتها بمستوى وعيهم للتعاون والالتزام بما يصدر من تعليمات عن الجهات المعنية، التي تعمل بشكل تكاملي وبأعلى درجات التفاني لتجاوز هذه الأزمة وتخفيف آثارها.ومن هذا المنطلق وإيمانا بالمسؤولية المجتمعية وما تتطلبه الفترة الحالية من تكاتف الجميع يداً بيد لمواجهة هذه الجائحة، وامتثالاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - للمحافظة على صحة الإنسان أولاً، وسعيا لدعم جهود الحكومة الرشيدة، فقد وجه مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد بتسخير جميع إمكانيات المؤسسة وبرامجها لخدمة القطاع الصحي والمنظمات غير الربحية المعنية؛ وذلك من خلال الالتزام بتقديم المنح الطارئة، وتبني المشاريع المجتمعية لمساعدة المتضررين من هذه الجائحة. كما رأى مجلس الأمناء تأجيل بعض برامج المؤسسة لهذا العام، وإرجائها للعام المقبل؛ وذلك حرصاً من المؤسسة على مواكبة الاحتياجات الراهنة للوطن إبَّان جائحة كورونا المستجد (كوفيد - ١٩) ، ولعل من أبرز البرامج المؤجلة جائزة الملك خالد، التي تهدف إلى الارتقاء بالفكر الاستراتيجي للعمل التنموي والتنمية المستدامة في وطننا الغالي، والمساهمة في دعم مسيرة التطور الحضاري والاجتماعي... حيث صدرت موافقة المقام السامي بتأجيل حفل الجائزة الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى العام القادم 2021م، وتقرر أن يتم الاكتفاء هذا العام بتقييم المشاركين وتزويدهم ببطاقات الأداء التحليلية، كما سيتم انتقال جميع المشاركين إلى العام القادم 2021م، وسوف يقوم برنامج جائزة الملك خالد بالتواصل مع جميع المشاركين وتقديم الدعم اللازم.وتجدد مؤسسة الملك خالد تأكيدها وحرصها على دعمها لجميع أنشطتها المقدمة لمستفيديها في برنامجي الاستثمار الاجتماعي وبناء القدرات وتقديم المشورة والدعم لشركائها، بما يتواكب مع متطلبات المرحلة الحالية في ظل جائحة كورونا. وختاما، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ قادتنا، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والاستقرار، ويمتع الجميع بدوام الصحة والعافية. ويرفع هذه الجائحة عن الوطن وبلاد العالم أجمع إنه سميع مجيب.