أطلقت مؤسسة الملك خالد اليوم أحدث إصداراتها البحثية بعنوان "الوصول للمستقبل: رحلة الشباب بين مقاعد العمل والتعليم والتدريب" ضمن أولوية رؤية المملكة 2030 بتمكين الشباب السعودي من المشاركة الاجتماعية والاقتصادية الفاعلة، ورفع جودة حياتهم، واستدامة الثروات البشرية للأجيال القادمة. حيث رصد التقرير معدلات بقاء نسبة من الشباب خارج مقاعد العمل والتعليم والتدريب في الفئة العمرية (15 إلى 24) عاماً، بمعدل 1 من كل 4 شباب، ما يصل إلى أكثر من مليون شابٍ وشابة من سكان المملكة. وتستهدف رؤية المملكة 2030 تخفيض معدلات هذه الفئة من الشباب إلى 10% بحلول عام 2025م كأحد مؤشرات أداء برنامج تنمية القدرات البشرية.

ويقدم التقرير مرجعاً علمياً لدعم صناع القرار في الوصول إلى فهم جديد لواقع هذه الفئة من الشباب، بناء على نتائج بحث ميداني كيفي مع الشباب والشابات في 19 مدينة ومحافظة وقرية حول المملكة. وأظهر التقرير الحاجة لمراجعة واقع التحديات والفرص لفئة الشباب من خلال البدء بالاستماع منهم أولاً ومنحهم المساحة التي يحتاجونها لرسم مسار الوصول للمستقبل. كما رصد التقرير تقديرات المؤسسة للفرصة الاقتصادية غير المستغلة من عدم تحقيق المشاركة التنموية الكاملة للشباب، والتي تصل إلى 45 مليار ريال سنوياً يمكن أن يكسبها الاقتصاد الوطني، ما بين أجور، ومساهمات تأمينات اجتماعية، وإيرادات ضريبية.

ووقف التقرير على ما يواجهه الشباب من صعوبات في  رسم مسار حياتها باستقلالية ووعي، ما أدّى إلى خمولهم الاجتماعي والاقتصادي، وإلى محاولة تأقلمهم  عبر وسائل مختلفة يناقشها الإصدار، ساهمت في خلق حالة من التناقض بين توقعاتهم وما يواجهونه على أرض الواقع. حيث عبّر الشباب عن العوائق الاجتماعية والاقتصادية التي تواجههم في سعيهم نحو الفرص المتاحة لهم وتخلّف عدد من الفئات الأشد حاجة عن الوصول لهذه الفرص. وأفصح الشباب عن الفجوة القائمة بين جيلهم والأجيال الأكبر سناً بسبب اختلاف تجاربهم وواقعهم المعاصر. كما استعرض التقرير أفضل الممارسات الدولية والمحلية في مجالات تمكين الشباب.

وانتهى التقرير بجملة من التوصيات العملية التي تهدف إلى تعزيز قدرة الشباب على تقرير مصيرهم، وتوفير الفرص اللائقة لهم، ومعالجة صعوبة الوصول إلى فئة الشباب ممن هم خارج العمل والتعليم والتدريب، ودعم تحديد احتياجاتهم والتواصل معهم، وتحسين تجربتهم في مقاعد التعليم والتدريب والعمل والانتقال بينها.

كما أصدرت المؤسسة على هامش إطلاق تقريرها البحثي دليلاً إجرائياً للمهتمين والعاملين مع الشباب لتبني منهجية الأبحاث الكيفية لدراسة قضايا الشباب بشكل أكبر شمولية وعمق. وهو دليل عملي يساعد المختصين على التعرف على إجراءات وخطوات ومراحل العمل الميداني الكيفي لإجراء الأبحاث ذات الطابع النوعي مع الشباب أنفسهم وفهم الظواهر الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بهم بشكل منهجي. (اطَّلع على الدليل من هنا)